قال رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو إنه أبلغ الرئيس السوداني عمر البشير بالقلق الأوروبي والدولي من الوضع في إقليم دارفور.
وأضاف في تصريحات للصحافيين عقب لقاءه البشير أمس بالخرطوم "نحتاج للعمل معا حتى نستطيع تحقيق سلام حقيقي في دارفور"، وأضاف أنه كان من الضروري الاستماع لوجهة نظر الرئيس السوداني.
جاءت محادثات باروسو في الخرطوم في إطار الضغوط الدولية لإقناع الحكومة السودانية بقبول نشر قوات الأمم المتحدة في دارفور. وقد تمسك البشير في الاجتماع بموقفه الرافض للقوات الأممية وطالب مجددا بتوفير الدعم للقوات الأفريقية في الإقليم.
وقال مجذوب الخليفة أحمد مستشار الرئيس السوداني للجزيرة إن الخرطوم أوضحت لباروسو حقيقة الوضع في دارفور وإن كثيرا من المعلومات عن وجود كارثة في الإقليم غير صحيحة "إن بعض المبعوثين الدوليين ينقلون "تقارير غير أمينة".
وأكد الخليفة أن دارفور تشهد استقرارا أمنيا وتحسنا كبيرا في الأوضاع الإنسانية داخل مخيمات النازحين، مستشهدا في ذلك بتقارير منظمة الصحة العالمية.
وأبلغت الخرطوم المسؤول الأوروبي أيضا قلقها تجاه ما وصفه الخليفة بالتصعيد غير المبرر من الولايات المتحدة وبريطانيا وعدة دول أوروبية، وأشار إلى أن الهدف يجب أن يكون تحسين الأوضاع الأمنية والإنسانية وليس تطبيق القرار 1706 بحد ذاته.
ومن المقرر أن يصل غدا الاثنين إلى الخرطوم الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى لإجراء محادثات مع البشير، ويقول دبلوماسيون عرب إن مصر والجامعة العربية تحاولان إقناع الخرطوم بقبول القوات الأممية.
مقترحات برونك
كما أعلنت الحكومة السودانية رفضها التام لمقترحات مبعوث الأمم المتحدة يان برونك التي دعا فيها إلى تمديد بقاء قوات الاتحاد الأفريقي لأجل غير مسمى.
وقال محمد أحمد مصطفى الدابى ممثل مساعد الرئيس السوداني لولايات دارفور إن الحكومة لا تقبل أي تمديد للقوات الأفريقية فوق ما تم الاتفاق عليه في اجتماع نيويورك مؤخرا والذي حدد مدتها بنهاية ديسمبر/ كانون الأول القادم.
ووصف الدابي في تصريحات صحفية اقتراح برونك بأنها صحوة ضمير لكنها لن تثني الحكومة عن مبدأ رفضها للقوات الدولية، على حد تعبيره.
وأكد أيضا أنه لا توجد أي موافقة بنشر أعداد من المستشارين العسكريين الأمميين للالتحاق بالقوات الأفريقية بدارفور. وأضاف أن الحكومة لديها طريق واحد لحل مشكلة دارفور, هو إنفاذ اتفاق أبوجا داعيا المجتمع الدولي أن يفي بتعهداته تجاه سلام دارفور.
وأعلن برونك عقب محادثاته أمس في الخرطوم مع وزير الخارجية السوداني لام أكول استعداد الأمم المتحدة لمساعدة القوة الأفريقية وقال إن الأمر متروك لتقدير الرئاسة السودانية.
وأوضح أكول أنه تم الاتفاق مع المنظمة الدولية على إحياء آلية تعاون لإعادة الاستقرار لدارفور. في ضوء ذلك سيعقد أول اجتماع لآلية التنفيذ الجديدة الشهر الجاري وتناقش الأوضاع على الأرض ومسائل المساعدات الإنسانية وحقوق الإنسان وتنفيذ اتفاق أبوجا.