الشيخ حمد أجرى اجتماعين بمحمود عباس وآخر مع إسماعيل هنية
غادر وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني قطاع غزة عن طريق مصر متوجها إلى الدوحة, بعد مباحثات أجراها مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الحكومة إسماعيل هنية, دون التوصل إلى اتفاق بشأن تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية.
وفور مغادرة الوزير القطري حمل نبيل عمرو المستشار الإعلامي للرئيس محمود عباس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مسؤولية ما أسماه "فشل المبادرة القطرية"، واعتبر أن أمام الرئيس خيارات منها تشكيل حكومة طوارئ أو إجراء انتخابات مبكرة.
وقال إن "قيادة حماس وجدت أن النقاط الست للمبادرة القطرية لا تنسجم مع مبادئها فرفضتها". واعتبر أن المبادرة كانت "فرصة المحاولة الأخيرة".
من جهته قال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة الذي شارك في الاجتماعات إن "الفجوة لا تزال كبيرة بين موقف حماس والمتطلبات الدولية", وأضاف أن "رفع جميع العقبات لا يزال صعبا والوصول إلى حكومة جديدة متعثر وبحاجة لوقت".
غير أن المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية غازي حمد أكد عدم استعداد حركة حماس للاعتراف "المجاني" بإسرائيل, موضحا في الوقت نفسه أن الوساطة القطرية لم تنته. ووصف حمد لقاء وزير الخارجية القطري مع رئيس الوزراء الفلسطيني أمس بأنه كان إيجابيا. وقال إنه تم خلال اللقاء اتفاق على بعض النقاط, وتوقف عند بعضها الآخر.
ونددت وزارة الشؤون الخارجية في السلطة الوطنية الفلسطينية في بيان "بمحاولات بعض مستشاري الرئيس الذين شاركوا في اللقاء إفشال الجهود القطرية والتحرك وفق أجندة خارجية لا تخدم مصالح الشعب الفلسطيني وتعطل إمكانية الوصول إلى حكومة وحدة وطنية".
نقطتا الخلاف
وقال الشيخ حمد بعد الاجتماع الثاني مع الرئيس الفلسطيني إن نقطتين لم يتم التوصل إلى حل بشأنهما, أولاهما "كيف يكون الاعتراف متبادلا بين إسرائيل والحكومة الفلسطينية, وكيف نصل إلى صيغة تكون معها دولتان فلسطينية وإسرائيلية"، مشيرا إلى أن "العقبة الآن ليست مع الفلسطينيين إنما مع الأطراف الدولية الأخرى التي يجب أن تعترف بالحكومة الفلسطينية".
النقطة الثانية التي لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأنها هي مبادرة السلام العربية التي أقرتها قمة بيروت العربية عام 2002 والتي تتضمن اعترافا ضمنيا بإسرائيل. غير أن المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية غازي حمد قال في مؤتمر صحفي اليوم "لسنا على استعداد لأن نعطي إسرائيل شرعية مجانية في الوقت الذي تواصل فيه احتلالها للمناطق الفلسطينية".
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر فلسطيني قوله إن الرئيس عباس والوزير القطري أجريا خلال الاجتماع اتصالات دولية مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لتسهيل تشكيل حكومة الوحدة الوطنية ورفع الحصار وإنهاء الأزمة. وأضاف المصدر أنه لمس من الأجوبة أنه "لا توجد قناعة لدى هذه الدول بهذه الأمور وأصرت على الاعتراف بإسرائيل".
خالد مشعل استلم اقتراحا بتشكيل حكومة كفاءات (الجزيرة-أرشيف)
وطبقا لمراسل الجزيرة في فلسطين فإن الوزير القطري نقل إلى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل اقتراحا بتشكيل حكومة كفاءات فلسطينية بدون مشاركة حماس أو فتح في حال فشل التوصل لتشكيل حكومة وحدة وطنية بينهما.
وأضاف المراسل أن الاقتراح القطري يدعو لإعطاء الحكومة المقترحة شرعية فلسطينية لمواصلة مهامها لمدة عام، قبل أن يتم النظر في تشكيل حكومة جديدة.
أما نقاط المبادرة القطرية فهي: التزام الحكومة الفلسطينية بقرارات الشرعية الدولية, والتزام الحكومة بالاتفاقات الموقعة من قبل منظمة التحرير الفلسطينية بما فيها الموقعة مع إسرائيل, وضمان قيام دولة فلسطينية مستقلة ومتصلة على حدود 1967 إلى جانب دولة إسرائيل.
كما تنص المبادرة على الاتفاق على وقف كل أشكال العنف بشكل متبادل ومتزامن, والعمل على تفعيل منظمة التحرير وفق اتفاق القاهرة, وتولي منظمة التحرير ورئاسة السلطة والقيادة الفلسطينية مسؤولية الملف السياسي بما في ذلك المفاوضات.