البنتاغون يرفض تحقيقا بقتل جنوده صحفيا بريطانيا بالعراق
قرابة 118 صحفيا وإعلاميا لقوا حتفهم منذ غزو العراق عام 2003(الفرنسية-أرشيف)
رفضت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) نتائج التحقيق الرسمي للقضاء البريطاني حول مقتل الصحفي تيري لويد في العراق عام 2003, قائلة إن جنودها احترموا قواعد إطلاق النار.
وقال البنتاغون في بيان له إن "وزارة الدفاع لم تتعمد استهداف غير المقاتلين بمن فيهم الصحفيون", مشيرا إلى أن القوات تتبع أقصى درجات الحيطة لتجنب الإصابة بين صفوف المدنيين والأضرار الجانبية.
وخلص تحقيق بريطاني في أسباب وفاة لويد الذي يعد من أكثر الصحفيين البريطانيين خبرة على أيدي جنود أميركيين بالعراق إلى أنه قتل دون وجه حق، مما أدى إلى صدور دعوات تطالب بمحاكمة الجناة لارتكابهم جرائم حرب.
إطلاق غير مشروع
وقال المحقق أندرو ووكر في ختام التحقيق الذي رفض الجنود الأميركيون حضوره "أطلق جنود أميركيون النار عليه فيما كانت حافلة صغيرة تحمل جرحى وتبتعد", مضيفا أنه على يقين أن ذلك كان "إطلاق نار غير مشروع على الحافلة".
وطالب محامي لويد بتقديم مشاة البحرية الذين قتلوا الصحفي للمحاكمة بسبب جريمة القتل, فيما قال رئيس تحرير تليفزيون "ITN" ديفد مانيون -والذي كان يعمل لويد به- إن شركته ستؤيد أي خطوات لتقديم أولئك الجنود للمحاكمة.
صيغة توافقية
من جانبه قال مراسل الجزيرة في لندن إنه من المتوقع أن تجرى مفاوضات بين المدعي العام البريطاني ووزير العدل الأميركي بشأن هذه القضية, مرجحا التوصل لصيغة توافقية لحلها.
وأضاف أن المدعي العام عادة يقبل توصيات المحقق خاصة وأن القضية لديها قرائن وأدلة واضحة.
وقتل تيري لويد (50 عاما) المراسل الحربي المخضرم الذي كان يعمل مع شركة التليفزيون البريطانية (ITN) في مارس/آذار خلال الأيام الأولى لغزو العراق عام 2003.
وخلافا لغالبية الصحفيين الذين يقومون بتغطية الحرب لم يكن فريق "ITN" ملحقين على أي وحدة أميركية أو بريطانية، وتعرضوا لإطلاق النيران لأول مرة قرب البصرة بينما كانوا يتجهون للمدينة في سيارتين كتب عليهما "صحافة".
وكان لويد غطى أخبار الحرب في كل من العراق وكمبوديا والبوسنة وكوسوفو. وقتل معه مترجمه حسين عثمان بينما لا يزال المصور الفرنسي فريد نيراك مفقودا ويعتقد أنه لقي حتفه, فيما كان المصور الآخر دانييل ديموستييه الوحيد الذي نجا.
وقالت جماعة صحفيون بلا حدود إن نحو 118 صحفيا وإعلاميا لقوا حتفهم منذ غزو العراق, فيما تعرض 51 صحفيا للخطف وخمسة منهم لا يزالون محتجزين كرهائن.